والزَّحْفُ: الدنوُّ قليلاً قليلاً يقال: زَحَف يَزْحَف إليه بالفتح فيهما فهو زاحفٌ زَحْفاً، وكذلك تَزَحَّفَ وتَزَاحف وأَزْحَفَ لنا عدوُّنا أي: دَنَوا لقتالنا. وقال الليث: «الزَّحْفُ: الجماعة يمشون إلى عدوِّهم، قال الأعشى:٢٣٩٧ - لِمَنِ الظعائنُ سَيَّرُهُنَّ تَزَحُّفُ | مثلَ السَّفِينِ إذا تقاذَفُ تَجْدِفُ |
وهذا من باب إطلاق المصدر على العين. والزَّحْفُ: الدبيب أيضاً مِنْ» زَحَفَ الصبيُّ «، قال امرؤ القيس:٢٣٩٨ - فَزَحْفاً أَتَيْتُ على الرُّكْبَتَيْنِ | فثوباً لَبِسْتُ وثوباً أَجُرّْ |
ويجوز جمعُه على زُحوف ومَزاحِف، لاختلاف النوع، قال الهذلي:٢٣٩٩ - كأنَّ مَزاحِفَ الحَيَّاتِ فيه | قبيل الصُّبْحِ آثارُ السِّياطِ |
ومَزاحِف جمع مَزْحَف اسمَ المصدر.
قوله:» الأَدْبار «مفعول ل» تُوَلُّوهم «.
وكذا ﴿دُبُرَه﴾ مفعول ثان ل ﴿يُوَلِّهم﴾ : وقرأ الحسن بالسكون كقولهم «عُنْق» في عُنُق، وهذا من باب التعريض حيث ذكر لهم حالةً تُسْتَهْجَنُ مِنْ فاعلها فأتى بلفظ الدُّبُر دون الظَّهر لذلك. وبعضهم من أهل علم البيان سَمَّى هذا النوع كنايةً وليس بشيء.