قوله تعالى: ﴿إِلاَّ مُكَآءً وَتَصْدِيَةً﴾ : أي: ما كان شيءٌ مِمَّا يَعُدُّونه صلاةً وعبادةً إلا هذين الفعلين وهما المُكاء والتَّصْدية، أي: إن كان لهم صلاةٌ فلم تكن إلا هذين كقول الشاعر:
٢٤١٠ - وما كنت أخشى أن يكونَ عطاؤُه | أداهِمَ سُوداً أو مُحَدْرَجَةً سُمْرا |
فأقام القيود والسِّياط مُقام العطاء.
والمُكاء: مصدر مَكا يمكو، أي صَفَر بين أصابعه أو بين كَفَّيْه، قال الأصمعي:
«قلت لمسجع بن نبهان: ما تمكو فريصتُه؟ فَشَبَك بين أصابعه وجَعَلها على فِيه ونفخ فيها. قلت: يريد قول عنترة:٢٤١١ - وحَليلِ غانيةٍ تركتُ مُجَدَّلاً | تَمْكُو فريصتُه كشِدْق الأَعْلَمِ |
يقال: مَكَتِ الفَريصة، أي: صَوَّتَتَ بالدم. ومكت اسْتُ الدابة، أي: نفخت بالريح. وقال مجاهد: المُكَّاء: صفير على لحنِ طائرٍ أبيضَ يكون بالحجاز قال الشاعر:٢٤١٢ - إذا غرَّد المُكَّاء في غير روضةٍ | فويلٌ لأهل الشَّاءِ والحُمُرات |
المُكَّاء فُعَّال بناء مبالغة. قال أبو عبيدة:» يقال مكا يمكو مُكُوَّاً ومُكاءً: صَفَر، والمُكاء بالضم كالبُكاء والصُّراخ. قيل: ولم يشذَّ من أسماء الأصوات بالكسرِ إلا الغِناء والنِّداء.