وعاصم بخلافٍ عنهما «وما كان صلاتَهم» نصباً، «مكاءٌ» رفعاً. وخطَّأ الفارسي هذه القراءةَ وقال: «لا يجوز أن يُخْبر عن النكرةِ بالمعرفةِ إلا في ضرورة كقول حسان:
٢٤١٣ - كأنَّ سَبيئةً مِنْ بيت رَأْسٍ
يكونُ مزاجَها عَسَلٌ وماءُ
وخرَّجها أبو الفتح على أن المُكاء والتصدية اسما جنس، يعني أنهما مصدران قال:» واسم الجنس تعريفُه وتنكيره متقاربان فلِمَ يُقال ثانيهما جُعل اسماً والآخر خبراً؟ وهذا يَقْرُب من المعرَّف بأل الجنسية حيث وُصِف بالجملة، كما يُوصف به النكرة كقوله تعالى: ﴿وَآيَةٌ لَّهُمُ الليل نَسْلَخُ مِنْهُ النهار﴾ [يس: ٣٧]، وقولِ الآخر:
٢٤١٤ - ولقد مَرَرْتُ على اللئيم يَسُبُّني
فَمَضَيْتُ ثُمَّتَ قلتُ لا يَعْنيني
وقال بعضهم: «وقد قرأ أبو عمرو» إلا مُكاً «بالقصر والتنوين، وهذا كما قالوا: بكاء وبُكى بالمد والقصر. وقال الشاعر فجمع بين اللغتين:
٢٤١٥ - بَكَتْ عيني وحُقَّ لها بُكاها
وما يُغْني البكاءُ ولا العويلُ
قوله تعالى: ﴿لِيَمِيزَ الله الخبيث﴾ : قد تقدَّم الخلافُ فيه في
الصفحة التالية