وكأنَّ أبا الطيب أخذ من هذا التفسير قولَه:
٢٧٧٧ - خَفِ اللَّهَ واسْتُرْ ذا الجمالَ ببُرْقُعٍ | فإنْ لُحْتَ حاضَتْ في الخُدورِ العواتِقُ |
انتهى. وكونُ الهاء للسكتِ يَرُدُّه ضمُّ الهاءِ، ولو كانت للسكت لَسَكَنَتْ وقد يقال: إنه أَجْراها مُجْرى هاء الضمير، وأَجْرى الوصلَ مُجْرى الوقف في إثباتها. قال الشيخ:» وإجماعُ القَّراء على ضمِّ الهاء في الوصل دليلٌ على أنها ليسَتْ هاءَ السكت؛ إذ لو كانت هاءَ السكت وكان من إجراء الوصلِ مُجْرى الوقفِ لم يضمَّ الهاء
«. قلت: وهاء السكت تُحَرَّك بحركةِ هاءِ الضمير إجراءً لها مُجْراها، وقد حَقَّقْتُ هذا في الأنعام، وقد قالوا ذلك في قول المتنبي أيضاً:٢٧٧٨ - واحَرَّ قلباه مِمِّنْ قَلْبُه شَبِمُ | ........................ |
فإنه رُوِي بضمِّ الهاء في» قلبها
«وجعلوها هاءَ سكتٍ. ويمكن أن يكون» أَكْبَرْنَ
«بمعنى حِضْنَ ولا تكون الهاءُ للسَّكْت، بل تُجْعل ضميرَ المصدرِ المدلولِ عليه بفعله أي: أَكْبَرْنَ الإِكبار، وأنشدوا على أن الإِكبارَ بمعنى الحيض قولَه:٢٧٧٩ - يأتي النساءَ على أَطْهارِهِنَّ ولا | يأتي النساءَ إذا أَكْبَرْن إكبارا |
قال الطبري:» البيت مصنوعٌ «.