والثاني: أنها للتبعيضِ، وفي التفسير: لو لم يقل «من الناس» لحجَّ الناسُ كلُّهم.
قوله: «تَهْوي» هذا هو المفعولُ الثاني للجَعْل. والعامَّة «تَهْوِي» بكسرِ العين بمعنى: تُسْرِعُ وتَطيرُ شوقاً إليهم. قال:
٢٨٩ - ٧- وإذا رَمَيْتَ به الفِجاجَ رَأَيْتَه | يَهْوي مخارمَها هُوِيَّ الأجْدَلِ |
وأصلُه أنْ يتعدَّى باللام، كقوله:٢٨٩ - ٨- حتى إذا ما هَوَتْ كفُّ الغلامِ لها | طارَتْ وفي كَفِّه مِنْ ريشِها بِتَكُ |
وإنَّما عُدِّي ب
«إلى» لأنه ضُمِّنَ معنى
«تميل»، كقوله:
٢٨٩ - ٩- تَهْوي إلى مكَّةَ تَبْغي الهدى | ما مُؤْمِنُ الجِنِّ كأَنْجاسِها |
وقرأ أميرُ المؤمنين علي وزيد بن علي ومحمد بن علي وجعفر ابن محمد ومجاهد بفتح الواو، وفيه قولان، أحدُهما: أنَّ
«إلى» زائدةٌ، أي: تهواهم. والثاني: أنه ضُمِّنَ معنى تَنْزِعُ وتميل، ومصدرُ الأول على
«هُوِيّ»، كقوله:
٢٩٠ - ٠-....................................