والمطابقةُ نحو:: رُبَّهما رجلين» نادرةٌ. وقد يُعطف على مجرورِها ما أُضيف إلى ضميرِه نحو: «رُبَّ رجلٍ وأخيه». وها يلزم وَصْفُ مجرورِها، ومُضِيُّ ما يتعلَّق به؟ خلاف، والصحيحُ عدمُ ذلك. فمِنْ مجيئه غيرَ موصوفٍ قولُ هندٍ:
٢٩٢ - ٥- يا رُبَّ قائلةٍ غداً | يا لهفَ أمِّ مُعاويهْ |
ومن مجيء المستقبلِ قولُه:٢٩٢ - ٦- فإنْ أَهْلَِكْ فربَّ فتىً سيبكيْ | عليَّ مهذَّبٍ رَخْصِ البَنانِ |
وقولُها:
«يا رُبَّ قائلةٍ غداً» البيت، وقول سليم:
٢٩٢ - ٧- ومعتصمٍ بالحيِّ من خشية الرَّدى | سيُرْدى وغازٍ مُشْفِقٍ سَيَؤُوب |
فإنَّ حرف التنفيس و
«غداً» خَلَّصاه للاستقبالِ.
و
«ما» في
«رُبما» تحتمل وجهين، أظهرُهما: أنها المهيِّئَةُ، بمعنى: أن
«رُبَّ» مختصةٌ بالأسماء، فلمَّا جاءت
«ما» هَيَّأت دخولَها على الأفعال. وقد تقدَّم نظيرُ ذلك في
«إنَّ» وأخواتها، وتَكُفُّها أيضاً عن العمل كقولِه:
٢٩٢ - ٨- رُبَّما الجامِلُ المُؤَبَّلُ......... | .......................... |
في روايةِ مَنْ رَفَعه، كما جَرَى ذلك في كاف التشبيه. والثاني: أنَّ «