مشددةً مبنياً للفاعل المعَظَّم، وهو الباري تعالى، «الملائكةَ» نصباً مفعولاً بها، وهو موافِقٌ لقولِه تعالى ﴿وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَآ إِلَيْهِمُ الملائكة﴾ [الأنعام: ١١١]، ويناسِبُ قولَه قبل ذلك ﴿وَمَآ أَهْلَكْنَا﴾ [الحجر: ٤]، وقولُه بعده ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا﴾ [الحجر: ٩] وما بعده من ألفاظِ التعظيمِ. والباقون من السبعةِ «ما تَنَزَّلُ» بفتح التاء والنون والزايِ/ مشددةً، و «الملائكةُ» مرفوعةً على الفاعلية، والأصل: تَتَنَزَّل بتاءين، فَحُذِفت إحداهما، وقد تقدَّم تقريرُه في ﴿تَذَكَّرُونَ﴾ [الأنعام: ١٥٢] ونحوه، وهو موافقٌ لقولِه ﴿تَنَزَّلُ الملائكة والروح فِيهَا﴾ [القدر: ٤].
وقرأ زيدُ بنُ عليّ «ما نَزَلَ» مخفَّفاً مبنياً للفاعل، «الملائكة» مرفوعةً بالفاعلية، وهو كقولِه ﴿نَزَلَ بِهِ الروح الأمين﴾ [الشعراء: ١٩٣].
قوله: ﴿إِلاَّ بالحق﴾ يجوز تعلٌُّق بالفعلِ قبله، أو بمحذوفٍ على أنه حالٌ مِنَ الفاعلِ أو المفعولِ، أي: ملتبسين بالحق. ودعله الزمخشريُّ نعتاً لمصدر محذوف، أي: تَنَزُّلاً ملتبساً بالحقِّ.
قوله: «إَذَنْ» قال الزمخشري: «إذن» حرفُ جوابٍ وجزاءٍ؛ لأنَّها جوابٌ لهم، وجزاءُ الشرطِ مقدرٌ، تقديرُه: ولو نَزَّلْنا الملائكة ما كانوا مُنْظرين ومات أُخِّر عذابُهم.


الصفحة التالية
Icon