وقال آخر:

٢٩٦ - ٣- ومن الطريقةِ جائرٌ وهُدىً قَصْدُ السبيلِ ومنه ذُو دَخْلِ
وقال أبو البقاء: «وقَصْدُ مصدرٌ بمعنى إقامةِ السبيل وتَعِديلِ السبيلِ، وليس مصدرَ قصَدْتُه بمعنى أتَيْتُه».
قوله تعالى: ﴿مَآءً لَّكُم مَّنْهُ شَرَابٌ﴾ : يجوزُ في «لكم» أن يتعلَّقَ ب «أنْزَلَ»، ويجوزُ أن يكونَ صفةً ل «ماءً»، فيتعلَّقَ بمحذوفٍ، فعلى الأولِ يكون «شرابٌ» مبتدأً و «منه» خبرُه مقدَّمٌ عليه، والجملةُ أيضاً صفةٌ ل «ماءً» وعلى الثاني يكون «شرابٌ» فاعلاً بالظرف، و «منه» حالٌ من «شراب». و «مِنْ» الأولى للتبعيض، وكذا الثانيةُ عند بعضِهم، لكنه مجاز لأنه لمَّا كان سَقْيُه بالماء جُعِل كأنه من الماء كقوله:
٢٩٤ - ٦- أسنِمَة الآبالِ في رَبابَهْ... أي: في سَحابة، يعني به المطرَ الذي يَنْبُتُ به الكلأُ الذي تأكلُه الإِبِلُ فَتَسْمَنُ اَسْنِمَتُها.
وقال أبو بكر بن الأنباري: «هو على حذف مضاف إمَّا من الأول، يعني


الصفحة التالية
Icon