فَعَدَّ عَمَّا تَرَى إذ لا ارْتِجاعَ له | وانْمِ القُتُوْدَ على عَيْرانَةٍ أُجُدِ |
كذا قال الزمخشري وأبو الفضلِ. ورَدَّ عليهما الشيخ: بأنه لو كان تعدِّيه في هاتين القراءتين بالهمزةِ أو التضعيفِ لَتَعَدَّى لاثنين، لأنه قبل ذلك متعدٍّ لواحدٍ بنفسه. وقد أقرَّ الزمخشري بذلك حيث قال:
«يقال: عَدَاه إذا جاوزه، وإنما عُدِّي ب عن لتضمُّنِه معنى علا ونبا، فحينئذٍ يكون أَفْعَل وفَعَّلَ مِمَّا وافقا المجردَ» وهو اعتراضٌ حسنٌ.
قوله:
«تُريد» جملةٌ حالية. ويجوز أن يكونَ فاعلُ
«تريد» المخاطبَ، أي: تريد أنت. ويجوز أن يكون ضمير العينين، وإنما وُحِّد لأنهما متلازِمان يجوز أَنْ يُخْبِرَ عنهما خبرُ الواحد. ومنه قولُ امرئ القيس:
٣١٤ - ٣- لِمَنْ زُحْلُوقَةٌ زُلَّ | بها العَيْنان تَنْهَلُّ |
وقولُ الآخر:٣١٤ - ٤- وكأنَّ في العينين حَبَّ قَرَنْفُلٍ | أو سُنْبُلاً كُحِلَتْ به فانهَلَّتِ |
وفيه غيرُ ذلك. ونسبةُ الإِرادةِ إلى العينين مجازٌ. وقال الزمخشري: «