يريد: جلودُها، ومنه ﴿وعلى سَمْعِهِمْ﴾ [البقرة: ٧] وقد تقدَّم طَرَفٌ مِنْ هذا.
قوله: ﴿أَحْسَنَ الخالقين﴾ فيه ثلاثةُ أوجهٍ. أحدها: أنه بدلٌ مِن الجلالة. الثاني: أنَّه نعتٌ للجلالة وهو أَوْلَى مِمَّا قبلَه؛ لأن البدلَ بالمشتقِ يَقِلُّ. الثالث: أن يكونَ خبرَ مبتدأ مضمرٍ أي: هو أحسنُ. والأصلُ عدمُ الإِضمارِ. وقد مَنَع أبو البقاء أن يكونَ وصفاً قال: «لأنه نكرةٌ وإنْ أُضيف لمعرفةٍ؛ لأنَّ المضافَ إليه عِوضٌ مِنْ» مِنْ «وهكذا جميعُ أَفْعَل منك». قلت: وهذا بناءً منه على أحد القولين في أَفْعَلِ التفضيلِ إذا أُضيف: هل إضافتُه محضةٌ أم لا؟ والصحيحُ الأول.
والخالقين أي: المقدِّرين كقولِ زهير:

٣٤٠٨ - ولأنتَ تَفْرِيْ ما خَلَقْتَ وبَعْ ضُ القومِ يَخْلُقُ ثم لا يَفْرِي
والمميِّزُ لأَفْعَل محذوفٌ لدلالةِ المضافِ إليه عليه أي: أحسن الخالقين خَلْقاً أي: المقدِّرين تقديراً كقوله: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ﴾ [الحج: ٣٩] أي: في القِتال. حُذِف المأذونُ فيه لدلالةِ الصلةِ عليه.
قوله: ﴿بَعْدَ ذلك﴾ : أي: بعدما ذُكِر، ولذلك أُفْرِد اسمُ الإِشارة. وقرأ العامَّةُ «لَمَيِّتُون». وزيد بن علي وابن أبي عبلة وابن


الصفحة التالية
Icon