نهي» قلت: يعني أنَّ الأعمشَ قرأ «لا يَحْطِمْكم» بجزم الميمِ، دونَ نونِ توكيدٍ.
قال: وأمَّا مع وجودِ نونِ التوكيد فلا يجوزُ ذلك، إلاَّ إنْ كان في شعرٍ، وإذا لم يَجُزْ ذلك في جوابِ الشرطِ إلاَّ في الشعر فأحرى أَنْ لا يجوزَ في جوابِ الأمرِ إلاَّ في الشعرِ. وكونُه جوابُ الأمرِ متنازعٌ فيه على ما قُرِّرَ في علمِ النحوِ. ومثالُ مجِيءِ النونِ في جوابِ الشرطِ قولُ الشاعر:
٣٥٤٦ - نَبَتُّمْ نباتَ الخَيْزُرانةِ في الثَّرَى | حديثاً متى يأتِك الخيرُ يَنْفَعا |
وقول الآخر:٣٥٤٧ - فمهما تَشَأْ منه فَزارةُ تُعطِكُمْ | ومهما تَشَأْ منه فَزارةُ تَمْنعا |
قال سيبويه:
«وهو قليلٌ في الشعرِ شَبَّهوه بالنهيِ حيث كان مجزوماً غيرَ واجب» قال:
«وأما تخريجُه على البدلِ فلا يجوزُ لأنَّ مدلولَ»