و» آباؤُها عطفٌ على اسمِ كان. وقام الفَصْلُ بالجرِّ مقامَ الفَصْلِ بالتوكيدِ.
قوله: ﴿رَدِفَ لَكُم﴾ : فيه أوجهٌ، أظهرُها: أنَّ «رَدِفَ» ضُمِّن معنى فِعْلٍ يتعدَّى باللامِ. أي: دنا وقَرُب وأَزِفَ. وبهذا فسَّره ابنُ عباس و «بعضُ الذي» فاعِلٌ به وقد عُدِّي ب «مِنْ» أيضاً على تَضْمينِه معنى دَنا، قال:
٣٥٨٠ - فلمَّا رَدِفْنا مِنْ عُمَيْرٍ وصَحْبِه | توَلَّوْا سِراعاً والمنيَّةُ تُعْنِقُ |
أي: دَنَوْنَا مِنْ عُمَيْر. والثاني: أنَّ مفعولَه محذوف، واللامُ للعلةِ أي: رَدِفَ الخَلْقُ لأَجْلكم ولِشُؤْمِكم. والثالث: أنَّ اللامَ مزيدةٌ في المفعولِ تأكيداً لزيادتِها في قولِه:
٣٥٨١ -......................... | أَنَخْنا لِلكَلاكِلِ فارْتَمَيْنا |
وكزيادةِ الباء في قولِه تعالى:
﴿وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ﴾ [البقرة: ١٩٥] وعلى هذه الأوجهِ الوقفُ على
«تَسْتَعجلون». والرابع: أنَّ فاعل
«رَدِفَ» ضميرُ الوعدِ أي: رَدِفَ الوعدُ أي: قَرُبَ ودَنا مُقْتضاه. و
«لكم» خبرٌ مقدمٌ و
«بعضُ» مبتدأ مؤخرٌ. والوقفُ على هذا على
«رَدِفَ» وهذا فيه تفكيكُ للكلامِ. والخامس: أنَّ