قوله: ﴿لِمَآ أَنزَلْتَ﴾ متعلقٌ ب «فقيرٌ». قال الزمخشري: «عَدَّى» فقيرٌ «باللام لأنه ضُمِّن معنى سائلٌ وطالبٌ. ويُحتمل: إني فقيرٌ من الدنيا لأجلِ ما أَنْزَلْتَ إليَّ من خيرِ الدين، وهو النجاةُ من الظالمين».
قلت: يعني أنَّ افْتَقَرَ يتعدَّى ب «مِنْ»، فإمَّا أن تجعلَه من بابِ التضمين، وإمَّا أَنْ تُعَلِّقَه بمحذوفٍ. و «أَنْزَلْتَ» قيل: ماضٍ على أصلِه. ويعني بالخيرِ ما تقدَّم مِنْ خيرِ الدين. وقيل: بمعنى المستقبل.
قوله: ﴿فَجَآءَتْهُ إِحْدَاهُمَا﴾ : قرأ ابن محيصن «فجاءَتْه حْداهما» بحذفِ الهمزةِ تخفيفاً على غيرِ قياسٍ كقولِهم: يا با فلان، وقولِه:
٣٥٩٧ - يا با المُغيرة رُبَّ أَمْرٍ مُعْضِلٍ | فَرَّجْتُه بالمَكْرِ مني والدَّها |
و
«وَيْلُمِّه» أي: ويلٌ لأمِّه. قال:
٣٥٩٨ - وَيْلُمِّها خُلَّةً لو أنَّها صَدَقَتْ | ......................... |
و
«تَمْشي» حالٌ، و
«على استحياء» حالٌ أخرى: إمَّا مِنْ
«جاءَتْ»، وإمَّا مِنْ
«تَمْشي».