قوله: ﴿مِن فِئَةٍ﴾ يجوز أن تكونَ اسمَ كان، إنْ كانَتْ ناقصةً، و «له» الخبرُ، أو «يَنْصُرونه»، وأَنْ تكونَ فاعلةً إنْ كانَتْ تامَّةً، و «يَنْصُرونه» صفةٌ ل «فِئَة» فيُحْكَمُ على موضعِها بالجرِّ لفظاً وبالرفعِ معنى؛ لأنَّ «مِنْ» مزيدةٌ فيها.
قوله: ﴿وَيْكَأَنَّ الله﴾ : و «ويْكَأنَّه» فيه مذاهبُ منها: أنَّ «وَيْ» كلمةٌ برأسِها وهي اسمُ فعلٍ معناها أَعْجَبُ أي أنا. والكافُ للتعليل، وأنَّ وما في حَيِّزها مجرورةٌ بها أي: أَعْجب لأنه لا يفلحُ الكافرون، وسُمِع «كما أنه لا يَعْلَمُ غفر اللهُ له». وقياسُ هذا القولِ أَنْ يُوْقَفَ على «وَيْ» وحدها، وقد فعل ذلك الكسائيُّ. إلاَّ أنه يُنْقل عنه أنه يُعتقدُ في الكلمةِ أنَّ أصلَها: وَيْلَكَ كما سيأتي، وهذا يُنافي وَقْفَه. وأنشد سيبويه:
٣٦٢٨ - وَيْ كأنْ مَنْ يكنْ له نَشَبٌ يُحْ | بَبْ ومَنْ يَفْتَقِرْ يَعِشْ عيشَ ضُرِّ |
الثاني: قال بعضهم: قوله:
«كأنَّ» هنا للتشبيه، إلاَّ أنه ذهب منها معناه، وصارت للخبرِ واليقين. وأنشد:
٣٦٢٩ - كأنني حين أُمْسِي لا تُكَلِّمُني | مُتَيَّمٌ يَشْتهي ما ليس موجودا |
وهذا أيضاً يناسِبُه الوقفُ على
«وَيْ».