الجملةِ بما قبلها. فالضميرُ في «لهم» عائدٌ على «المُغرَقين». وجوَّز ابن عطية هذا ووجهاً آخرَ، وجعله أحسنَ منه: وهو أَنْ يكونَ استئنافَ إخبارٍ عن المسافرين في البحر ناجين كانوا أو مُغْرَقين، هم بهذه الحالةِ لا نجاةَ لهم إلاَّ برحمةِ اللَّهِ، وليس قولُه: ﴿فَلاَ صَرِيخَ لَهُمْ﴾ مربوطاً بالمغرقين. انتهى. وليس جَعْلُه هذا الأحسنَ بالحسنِ لئلا تخرجَ الفاءُ عن موضوعِها والكلامُ عن التئامِه.
قوله: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ﴾ : جوابُها محذوفٌ. أي: أعرضوا.
قوله: ﴿إِلاَّ كَانُواْ﴾ : في محلِّ حالٍ. وقد تقدَّم نظيرُه.
قوله: ﴿مَن لَّوْ يَشَآءُ الله أَطْعَمَهُ﴾ : مفعولُ «أنطعمُ» و «أطعمه» جوابُ «لو». وجاء على أحد الجائزين، وهو تجرُّدُه من اللامِ. والأفصحُ أنْ يكونَ بلامٍ نحو ﴿لَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً﴾ [الواقعة: ٦٥].
قوله: ﴿يَخِصِّمُونَ﴾ : قرأ حمزةُ بسكون الخاء وتخفيف الصادِ مِنْ خَصِم يَخْصَمُ. والمعنى: يَخْصَمُ بعضُهم بعضاً، فالمفعولُ محذوفٌ. وأبو عمرٍو وقالون بإخفاءِ فتحةِ الخاء وتشديدِ الصاد. ونافعٌ