٣٨٣٢ - مَنْ صَدَّ عَنْ نيرانِها | فأنا ابنُ قَيْسٍ لا بَراحُ |
أي: لا براحٌ لي. ولا تعملُ في غيرِ الأحيان على المشهور، وقد تُمُسِّك بإعمالها في غير الأحيان بقولِه:
٣٨٣٣ - حَنَّتْ نَوارُ ولاتَ هَنَّا حَنَّتِ | وبدا الذي كانَتْ نَوارُ أجَنَّتِ |
فإنَّ
«هَنَّا» مِنْ ظروفِ الأمكنةِ. وفيه شذوذٌ مِنْ ثلاثةِ أوجهٍ، أحدها: عَمَلُها في اسمِ الإِشارةِ وهو معرفةٌ ولا تعملُ إلاَّ في النكراتِ. الثاني: كونُه لا يَتَصَرَّفُ. الثالث: كونُه غيرَ زمانٍ. وقد رَدَّ بعضُهم هذا بأنَّ
«هَنَّا» قد خرجَتْ عن المكانية واسْتُعْمِلت في الزمان، كقولِه تعالى:
﴿هُنَالِكَ ابتلي المؤمنون﴾ [الأحزاب: ١١] وقولِ الشاعر:
٣٨٣٤ -............................ | فهناك يَعْتَرفون أين المَفْزَعُ |
كما تقدم في سورة الأحزاب؛ إلاَّ أنَّ الشذوذَيْن الآخرَيْن باقيان. وتأوَّل بعضُهم البيتَ أيضاً بتأويلٍ آخرَ: وهو أَنَّ
«لاتَ» هنا مهملةٌ لا عملَ لها و
«هَنَّا» ظرفٌ خبرٌ مقدمٌ/ و
«حَنَّتِ» مبتدأ بتأويلِ حَذْفِ
«أنْ» المصدرية تقديرُه: أنْ حَنَّتْ نحو
«تَسْمَعُ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ مِنْ أَنْ تَراه». وفي هذا تكلُّفٌ وبُعْدٌ. إلاَّ أنَّ فيه الاستراحةَ من الشذوذاتِ المذكورات أو الشذوذَيْن.