قد راعى معنى «مَنْ» فلذلك جَمَعَ في قوله: «وهم» بعدما راعى لفظَها فأفردَ في قولِه: «يَسْتَجيب» وقيل: يعود على «مَنْ» مِنْ قولِه «ومَنْ أضَلُّ»، وحُمِلَ أولاً على لفظها فَأُفْرِدَ في قولِه: «يَدْعُو»، وثانياً على معناها فجُمِعَ في قوله: ﴿وَهُمْ عَن دُعَآئِهِمْ غَافِلُونَ﴾.
قوله: ﴿قَالَ الذين كَفَرُواْ لِلْحَقِّ﴾ : هنا أقام ظاهرَيْن مُقامَ مضمَريْنِ؛ إذ الأصلُ: قالوا لها، أي للآياتِ، ولكنه أبرزَهما ظاهرَيْن لأجلِ الوصفَيْن المذكورَيْن. واللام في «للحق» للعلةِ.
قوله: ﴿بِدْعاً﴾ : فيه وجهان، أحدهما: على حَذْفِ مضافٍ تقديرُه: ذا بِدْعٍ، قاله أبو البقاء. وهذا على أَنْ يكونَ البِدْعُ مصدراً. والثاني: أَنَّ البِدْعَ بنفسِه صفةٌ على فِعْل بمعنى بديع كالخِفِّ والخَفيف. والبِدْعُ والبديعُ: ما لم يُرَ له مِثْلٌ، وهو من الابتداع وهو الاختراعُ. أنشد قطرب:
٤٠٣٩ - ب فما أنا بِدْعٌ مِنْ حوادِثَ تَعْتَري | رجالاً عَرَتْ مِنْ بعدِ بُؤْسَى بأَسْعُدِ |