متعلقٌ بمحذوفٍ لأنَّه بيانٌ أي: أعني لهم: وقد تقدَّم تحقيقُ هذا والاستدلالُ عليه. فإنْ عَنَيا إضماراً مِنْ حيث مطلقُ الدلالةِ لا من جهةِ الاشتغالِ فَمُسَلَّمٌ، ولكنْ تَأْباه عبارتُهما وهي قولُهما: منصوبٌ بفعلٍ مضمرٍ يُفَسره «فَتَعْساً لهم»، و «أَضَلَّ» عطفٌ على ذلك الفعل المقدرِ أي: أتعسَهُم وأضلَّ أعمالهم. والتَّعْسُ: ضدُّ السَّعْدِ يقال: تَعَسَ الرجلُ بالفتح تَعْساً وأَتْعَسَهَ اللَّهُ. قال مجمِّع:
٤٠٥٣ - تقولُ وقد أَفْرَدْتُها مِنْ حَليلِها | تَعِسْتَ كما أَتْعَسْتَني يا مُجَمِّعُ |
٤٠٥٤ - بذاتِ لَوْثٍ عَفَرْناةٍ، إذا عَثَرَتْ | فالتَّعْسُ أَدْنى لها مِنْ أَنْ أقولَ لَعَا |
قوله: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ﴾ : يجوزُ أَنْ يكونَ «ذلك» مبتدأً، والخبرُ الجارُّ بعدَه، أو خبرُ مبتدأ مضمرٍ. أي: الأمرُ ذلك بسبب أنهم كَرهوا،