٤٠٦٤ - فأَوْلَى ثم أَوْلَى ثم أَوْلَى | وهَلْ للدَرِّ يُحْلَبُ مِنْ مَرَدِّ |
وقال المبرد: يُقال لمَنْ هَمَّ بالغضبِ: أَوْلَى لك، كقولِ أعرابي كان يُوالي رَمْيَ الصيدِ فيَفْلَتُ منه فيقول: أَوْلى لك، ثم رمى صيداً فقارَبَه فأفلتَ منه، فقال:
٤٠٦٥ - فلو كان أَوْلَى يُطْعِمُ القومَ صِدْتُهم | ولكنَّ أَوْلى يَتْرُكُ القومَ جُوَّعا |
هذا ما يتعلَّقُ باشتقاقِه ومعناه. أمَّا الإِعرابُ: فإن قلنا بقول الجمهور ففيه أوجهٌ، أحدُها: أنَّ
«أَوْلَى» مبتدأٌ، و
«لهم» خبرُه، تقديرُه: فالهلاكُ لهم. وسَوَّغَ الابتداءَ بالنكرة كونُه دعاءً نحو:
﴿ويْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ﴾ [الهمزة: ١]. الثاني: أنه خبرُ مبتدأ مضمرٍ تقديرُه العقابُ أو الهلاكُ أَوْلَى لهم، أي: أقربُ وأَدْنى. ويجوز أن تكونَ اللامُ بمعنى الباءِ أي: أَوْلَى وأحَقُّ بهم. الثالث: أنه مبتدأٌ، و
«لهم» متعلِّقٌ به، واللامُ بمعنى الباء. و
«طاعةٌ» خبره، والتقدير: أولَى بهم طاعةٌ دونَ غيرِها. وإنْ قلنا بقول الأصمعيِّ فيكون فعلاً ماضياً وفاعلُه مضمر، يَدُلُّ عليه السِّياقُ كأنه قيل: فأَوْلَى هو أي: الهلاكُ، وهذا ظاهرُ عبارةِ الزمخشري حيث قال:
«ومعناه الدعاءُ عليهم بأَنْ يَلِيَهم المكروهُ». وقال ابن عطية: /
«المشهورُ من استعمالِ العرب أنك تقول: هذا أَوْلَى بك مِنْ هذا أي: أحقُّ. وقد تَسْتعملُ العربُ» أَوْلَى «فقط على جهةِ الحذفِ والاختصارِ لِما معها من القول فتقول: