ذهابِها ذهابُ الإِبصارِ ولا يَرِد عليك ﴿في آذَانِهِمْ وَقْرٌ﴾ [فصلت: ٤٤] ونحوه لأنه دونَ الصَّمَمِ، والصَّممُ أعظمُ منه.
قوله: ﴿أَمْ على قُلُوبٍ﴾ : أم منقطعةٌ. وقد عَرَفْتَ ما فيها. والعامَّةُ «على أَقْفالُها» بالجمع على أَفْعال. وقُرئ «أَقْفُلُها» على أَفْعُل. وقُرِئ «إقْفالُها» بكسرِ الهمزةِ مصدراً كالإِقبال. وهذا الكلامُ استعارةٌ بليغةٌ جُعِلَ ذلك عبارةً عن عَدَمِ وصولِ الحقِّ إليها.
قوله: ﴿الشيطان سَوَّلَ﴾ : هذه الجملةُ خبرُ ﴿إِنَّ الذين ارتدوا﴾. وقد تقدَّم الكلامُ على «سَوَّل» معنًى واشتقاقاً. وقال الزمخشري هنا: «وقد اشتقَّه من السُّؤْل مَنْ لا عِلْمَ له بالتصريفِ والاشتقاقِ جميعاً» كأنَّه يُشير إلى ما قاله ابن بحر: مِنْ أنَّ المعنى: أعطاهم سُؤْلَهم. ووجهُ الغلطِ فيه أنَّ مادةَ السُّؤْلِ من السؤال بالهمز، ومادةَ هذا بالواوِ فافترقا، فلو كان على ما قيل لقيل: سَأَّل بتشديد الهمزة لا بالواو. وفيما قاله الزمخشريُّ نَظَرٌ؛ لأن السؤالَ له مادتان: سَأَل بالهمز، وسال بالألفِ المنقلبةِ عن واوٍ، وعليه قراءةُ «سال سايل» وقوله:



الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
٤٠٦٧ - سالَتْ هُذَيْلٌ رسولَ الله فاحِشةً ضَلَّتْ هُذَيْلٌ بما سالَتْ ولم تُصِبِ