فإن كان علم - وقد علم لا محالة - فقد خلقه لذلك، ولابد من القول بهذا، لأن النافي عنه علمه به كافر لا شك فيه.
ستر العورة ومعنى الوصية:
* * *
وقوله تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ)
حجة في ستر العورات، وفيه من الفقه أن من أوصى بثلثه لبني فلان اشترك فيه الذكر والأنثى من ولده لدخولهن مع البنين في الاستتار.
ولم يقل: يا بني آدم وبناته، لأن الذكور يغلبون الإناث في الاسم فاقتصر عليهم - وهو أعلم - في الذكر دونهن.
وإن كانت الوصية لذكور بني فلان لم يدخل الإناث معهم. ومثله: (يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ)
قد دخل فيهم بناته
* * *
وقوله: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ) مثله، وفي قوله: (وَقَبِيلُهُ) وهو دليل على أن الاسم الواحد واقع على معاني شتي، إذ القبيل في هذا الموضع - والله أعلم - أشياعه وأعوانه.


الصفحة التالية
Icon