فيما يزعمون أن كل فاعل منفرد بفعله من غير أن يكون معانا عليه، وقد أخبر الله نصا - كما ترى - أن من يسير في البر والبحر هو يسيره.
وفيه حجة في خلق الأفعال، لأن السير فعل متصرف في الخير والشر
لا محالة، والله يسير كل سائر كما ترى.
فإن قيل: فقد قرئ: " هو الذي ينشركم " بالنون والشين (١) ؟
قيل: قرأه أبوجعفر يزيد بن القعقاع وحده دون سائر القراء، وليس بخارج عما أردناه، لوقوع الفعل عليهم بالنشر والتسيير.
قوله (حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا)
فأنث الصفة ثم قال: (جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ)
ولم يقل: عاصفة، فيشبه - والله أعلم - أن يكون رده على لفظها.
وفيه حجة لمن يفعل ذلك.

(١) وهي قراءة سبعية قرأ بها ابن عامر وأبوجعفر.
انظر في ذلك تفسير الطبري (١١/ ١٠٠)، والمبسوط في القراءات العشر في القراءات العشرة (١٧٠)، حجة القراءات في القراءات.


الصفحة التالية
Icon