فقد سمى يوسف، صلى الله عليه وسلم، نفسه بخير المنزلين في المعنى الذي أراده، ولم يكن منكرا عليه ولا مستقبحاً منه.
وفيه حجة لمن يقول إذا أراد مدح إنسان: فلان خير من فعل كذا، وفلان أحسن الناس وجها، وإن كان في الناس من هو خير منه وأحسن، إذا أضمر القائل ناس عصره، وعزل من تقدمهم من الأفضل بنيته، فلا يكون كاذبا ولا آثما بما يدل عليه ظاهر قوله.
وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: " ألا أخبركم بخير الناس منزلة، رجل آخذ بعنان فرسه يجاهد في سبيل الله كلما سمع صيحة طار إليها "
فلا يكون هذا الرجل خيرا من الأنبياء وصحابة الأنبياء، ولكنه خير أشكاله.
ويدخل في هذا المعنى أن الخبر المروي في علي - رضي الله عنه -:
" أنه خير البشر" (١).

(١) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (١٩٢/٣). وابن الجوزي في الموضوعات (١/ ٣٤٧) وقال: لا يصح عن رسول الله.
والذهبي في المغني في الضعفاء (١٥٥/١) في ترجمة الحر بن سعيد النخعي (١٦٧/١) وفي ترجمة الحسن بن محمد بن يحى العلوي، وفي الميزان (١/ ٤٧٢) وقال: إنه باطل. وأورده الشوكاني في الفوائد المجموعة ص (٣٤٧، ٣٤٨) وقال عنه: موضوع.


الصفحة التالية
Icon