فيعلمون أن الله - جل جلاله - لما جعل سبب البلى طول المكث على جنب
قلبهم إلى الآخر ليزول البلى عن القوم بالسبب الذي جعله لهم ولغيرهم.
ولما جعل الرزق موصولا إليه بالسعي والحركة حركهم للطلب
ليصير إليهم رزقهم بالسبب الذي جعله له، ولم يكن سعي الساعي
وحركته في طلب الرزق بالسبب المجعول له نقصا في التوكل، ولا
تداوى المريض يكون نقصا في التوكل على هذا المعنى.
الاستثناء.
وقوله، (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (٢٣) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّه)
حجة على المعتزلة والقدرية واضحة، ألا ترى أن الله - جل جلاله -
كيف أدب نبيه - صلى الله علحه ومملم - فأعلمه أن فعله الشيء وإن كان
منسوبا إليه فبمشيئته يفعله، ونهاه أن يطلق القول في فعله بغير استثناء


الصفحة التالية
Icon