ما أنكر من ترك جلسائه والإقبال على من أغفل
قلبه عن ذكره مع إرادة رسول الله - ﷺ - في ذلك ما
أراد، وحرصه على إسلام من أقبل عليه.
وقد رأيت كثيرًا من نساك زماننا ومتصوفيهم مستحسن هذا الفعل من
فاعله، وهو عندي منكر لما أعلمتك، ولا أراه مع ذلك إلا كتمان نعمة
الله على المرء في عاقبه، وتوفيقه للصلاح وعصمته من الطلاح، أليس
اللَّه يقول: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (١١)
ورسول الله - ﷺ - يقول: " إذا أنعم الله على عبده نعمة أحب أن يرى أثر نعمته عليه "، وكان إذا مر بمبتلى قال: " الحمد لله الذي عافانا