وتعالى - قد مدح المعلنين بالطاعة كما مدح المسرين بها فقال: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٢٧٤)
فأَمَّن خائف الفتنة في الأعمال الصالحة عن كراهة ما يوسوس إليه، والفزع إلى الله - جل وتعالى - في إزالته، ومكابدة عدوه بلزوم العمل الصالح الذي يريد إقعادَه عنه بوسوسة مثل هذا إليه، وليس الله - تبارك وتعالى - شيئًا
أحدثه بنيات الطريق إلا بين بجوده خطأه لئلا يقتدي به كل الناس
فيضلوا بعد البيان.
ونحن نظن بمن حُكي عنه من السلف هذا جميلا وأنه لم يرد إلا الخير
ولعل علمه عَزَب عن هذه الأشياء، فلم يفض على نُكَتها، مع أنه لم