قوله: (وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (٥٢)
أكده بلا أشكال، لأن النجي لا يكون إلا من يكلم ويحاور.
وفيه حجة على من ينكر أن الله - جل جلاله - بنفسه في موضع دون
موضع، وأنه على العرش وعلمه في الأرض. إذ لو كان بنفسه
في كل موضع كما يزعمون ما كان لقوله: (وَقَرَّبْنَاهُ) معنى، ولما
كان لموسى فضيلة على غيره. إذا المعنى الذي يذهب إليه يستوي جميع
الناس فيه كافرهم ومؤمنهم، وليس لما يتأوله من أن القرب قرب
الطاعة، لما قربه بالمناجاة ولذا روي في الخبر: " أنه قربه حتى سمع
صريف القلم ".