حجة على المعتزلة والقدرية، وبشارة لأهل السنة ومن يؤمن بالمساءلة
في القبر، ودليل على أن القبر من منازل الآخرة. أفترى الميت باقي
الاستطاعة يجيب سائله بحوله وقوته. وقد جمع الله - جل جلاله -
بين تثبيته وتثبيت الحي في كلمة واحدة.
أفلا يحقق لهم هذا أن قائل الشيء وفاعله - وإن كان قوله وفعله
منسوبين إليه، لأنه قائلهما وفاعلهما - فغير قادر على الحقيقة أن يفعل
خيرًا أو ينطق به إلا بالتوفيق، ولا الشر إلا بالخذلان، وهذا هو
الوضع الذي لَبّس عليهم أمرهم ولم يعلموا أن الله - جل جلاله - لما
كان له أن لا يشهد عباده خلق السماوات والأرض، ولا خلق أنفسهم
أن يخزن علم هذا فينفرد هو به.


الصفحة التالية
Icon