قوله: (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً)
محقق لما قلنا: الأنفس مجبولة على الخوف من المؤذيات، بل هذا أوكد
من الأول، لأن الحية التي تحولت إليها عصاه كانت على الحقيقة حَية.
وما يخيل إليه من حبال السحرة وعصيهم كان باطلا لا حقيقة له.
فخاف منهما معا خوفا واحدا لظاهر سعيها.
وقوله إخبارا عن السحرة - (لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ)
يؤكد إجازة طلاق المكره، وكل فعل يكره عليه المرء (٢) إذ لو لم يكن
المكره مأخوذا بفعله ما احتاج إلى غفرانه.