فأنكروا وكابروا، ألا ترى أنهم يتخافتون بينهم بذلك والمكابر وإن كابر
فهو عارف بمكابرته في نفسه، وهؤلاء يتخافتون بينهم بذلك ولكنه -
والله أعلم - على معنى أنهم مخدوعون بذلك فيظنون أنهم مكثوا
ذلك، المقدار وأنه حق "، كما كانوا يخدعون بكفرهم في الدنيا.
وإماتتهم أنهم لا يحشرون ولا يبعثون. ونفس الآية التي هي في سورة
الروم حجة أيضاً في ذلك.
ذكر الشفاعة.
* * *
وقوله: (يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (١٠٩)
دليل على أن الشفاعة مأذون فيها لخصوص من الناس، وأن غير النبي
- ﷺ - يشفع فيشفع، وإن كانت الشفاعة العظمى له.
وكذا قوله: (فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (٤٨)
دليل على أن هناك شفعاء، وفي زوال منفعتها عن قوم دليل على أن غيرهم يسعدون بها.


الصفحة التالية
Icon