دليل على سعة لسان العرب، ألا تراه كيف نسب العمل الخبيث إلى
القرية، وإنما عمله أهلها، وهذا من الكلام الذي يأتي آخره عن
أوله، لأنه حين قال: (إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ) حقق أن العمل
كان منهم لا مِن القرية، ومثله كثير في القرآن إنما تركنا
ذكره لأن الشافعي - رضي الله عنه - قد سبقنا إليه في كتاب
الرسالة، فاقتصرنا منه على هذا الموضع وحده لئلا يعرو الكتاب منه.
وفي تسمية العمل بالخبائث دليل على أن الأنجاس قد تكون فعلا.
وتكون ذاتية، لا أنه مقتصر بها على الذاتيات المجسدات، ولا على أن كل
موصوف بالخبث والرجس والنجس مقصود به ضد الطهارة كالغائط
والبول وما ضاهاهما.
ذكر الاحتراز.
* * *
وقوله: (وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ (٨٠)