سورة الحجر
ذكر المعتزلة.
* * *
قوله تعالى: (رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (٢)
حجة على المعتزلة في الوعيد، إذ لو كانت ذنوب المسلمين تخلدهم مع
الكفار في النار ما ودوا إسلامهم، ولا تحسروا ما رأوا من انتقال حالهم.
ولو كان لا يسعد بالجنة إلا صالحوا المسلمين والأنقياء من الذنوب لكان -
والله أعلم -: ربما يود الذين كفروا لو كانوا صالحين.
أفلا يدلهم إعمال فكرهم في هذه الآية لو أعملوه على أنهم لا محالة
مخلطوا المسلمين، ومن مات منهم بغير توبة، فأدخلوا النار بذنوبهم حتى
إذا استوفوا عقوباتهم، أو ما أحب الله منها أخرجهم مِنَ النار وأدخلهم
الجنة فتحسر أهل الخلود من الكافرين على ما به خرجوا وودوا حينئذ
لو كانوا من أهله.