استعمال ظاهرها بتة إذا كان له معارض يدفعه، ولا يمكن توجيه ما
عورض إلا باطراح ما عارضه، وبه يمكن استعمال المعارض بتوجيهها
معًا، ألا ترى أن الله - جل جلاله - يستخبر إبليس عما هو أعلم به
منه.
أفيجوز لموحد أن يقول: إن الله تبارك وتعالى لم يعلم السبب الذي
منع إبليس من السجود لآدم حتى أخبره.
لا لعمر الله، لا يجوز ذلك بل تعالى ذو الجلال عن هذه الأشياء.
وكيف لا يعلمه وهو خالقه، وخالق طويته وإضماره، ولكنه على ما
تعرفه العرب من كلامها، وتستعمله في محاوراتها فتسأل عن الشيء
تعرفه أو لتؤكد الحجة على المسؤول، ومثل هذا كثير في القرآن، قال
الله تبارك وتعالى لموسى - ﷺ -: (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (١٧)
وهو يعلمها ويراها.