مفرط أن يكون الله - جل وتعالى - ينكر على الكفار استدعاء رؤيته في
الدنيا فيفهمون به رؤية المؤمنين في الآخرة، ونحن مقرون بأن الكفار
لا يرونه في الآخرة أيضاً، فكيف يحتج علينا لعدمنا رؤيته في الآخرة
بعدم رؤيتهم في الدنيا.
وكان بعض من يتحذلق منهم من يزعم أن قوله: (يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ)
دله على أن الله لا يُرى في القيامة من أجل أنهم استدعوا
من نزول الملائكة ورؤية الرب، فأجابهم الله عن واحد.
وهذا إن لم يكن في إفراط حاله من جهل الأول فهو مثله، ومن الذي
قال: إن الكافر يَرى ربه في الآخرة حتى يتدقق عليه بهذا التدقيق، أو
يعلم أن الملائكة الذين يرونهم الكفار ملائكة العذاب، ورؤية الرب
مخصوص بها المؤمنون دونهم.
ولو كان كما زعم أيضاً - ومعاذ الله أن يكون كذلك - ما كان في


الصفحة التالية
Icon