دليل على أن الهوى أشد شيء ضررا على الدين، إذ كان
يبلغ بالمرء أن يتخذه هواه، وكانت قريش تهوى حجرا فتتخذه صنما.
ثم يرون آخر هو أحسن في أعينهم منه فيتركون الأول ويعبدون الثاني على
مقدار هواهم فيه.
المبالغة.
* * *
وقوله: (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (٤٤)
نظير ما مضى في سورة البقرة من قوله: (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ).
وذلك أنهم كانوا لا محالة يسمعون بآذانهم، ويعقلون عقلا تلزمهم به
الحجة، ولكنهم لما عدموا العقل الذي ينجيهم، والسماع الذي أريد
منهم نُسبوا إلى افتقاد السماع والعقل، وهو حجة على المرجئة والقدرية
واضحة.


الصفحة التالية
Icon