سماع كان ذلك العهود محدثَا عنده لا أنه محدث بمعنى المخلوق.
ونحن لا ننكر أن الله - جل وتعالى - قبل أن ينادي موسى - صلى الله
عليه - كان غير مناديه، ولكنه لما ناداه بكلامه، والكلام نعت من نعته لم
يجز أن يكون مخلوقَا.
ونحن لم نزعم أن القرآن خالق حتى يلزمنا بوقوع اسم المحدث عليه أنه
مخلوق، والخالق لايكون مخلوقَا، ولا شيء من نعوته.
فمن أقر منهم بأنه متكلم فالحجة عليه بهذا واضحة، ومن أنكر كلامه
فقد ألزمناه الحجة بقوله إخبارَا عن متخذي العجل: (أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ)، وأشباهه في فصول كتابنا هذا، ونفس النداء دليل
أيضا على الكلام بلا إشكال. ودللناهم في باب الجعل على ما فيه
شفاء وبُلغة، فلم يبقَ لهم حجة إلا وقد كسرناها كسرا لا يلبس -