والأخرى: أن قولهم في تأويل الهداية أنها البيان لا الاضطرار إليها خطأ
لا محالة بهذه الآية من حيث لا ينكرون أنصفوا واستبصروا.
فإنا لا نشك وَلا هُم أن الله - جل جلاله - قد بين لكل من خاطبه
بالإيمان طريق الهداية، ورسول الله - ﷺ - قد بينها
لكل من أرسل إليه، وأحبها له، وأنه لم يحرص على إيمان عمر إلا وقد
بين له طريق الهداية مرة بعد أخرى.
فهل تكون الهداية التي لم يقدر عليها محمد - ﷺ -
لعمه إلا هداية الاضطرار والإجبار، لا هداية البيان التي قد كان فرغ
منها، وأدى أمر الله إلى أهله فيها.
ونحن مع هذا البيان الذي لا إشكال فيه نسامحهم في هداية الاضطرار
والإجبار في هذا الموضع، لتكون أشد لخزيهم، وأبلغ في كسر قولهم.
ونسألهم عنها سؤالا فنقول: إن كانت الهداية لا تكون عندكم إلا بيانا،