فرأى قعوده فيه إيمانا، وليس القعود فيه مفروضا، فهو من الإيمان الذي
يكون تطوعا.
ومنها: أن من وُعِظ بالله كان من تمام اتعاظه إتراب جبينه بالسجود
لله تواضعا له، وتذللا لجلاله، وهو مندوب إليه بهذه الآية - والله أعلم
- خلافا على الجبابرة والكفار، ومن تأخذه العزة بالإثم، قال الله - تبارك
وتعالى -: (وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ)، وقال: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا)، فالخلاف على هؤلاء من أقرب القربة إلى الله - جل وعلا - وروي أن رجلا قال لمالك بن مِغول: " اتقِ الله،