الإسلام، ودخول فى الكفر، فلو تدبروه باتقاء وخشية، وإضراب عن
العصبية، ونصرة الباطل، والمحاماة عن الأنفة من الرجوع إلى الحق.
لعلموا أن ليس دون ما قلناه التباس يمنع، وأن دونه من البيان لمن
أراد الحق مقنع.
فإن قالوا: معنى العفو، أنه يعفو عن المسيء في الدنيا، فلا يعاجله
بالعقو بة. والغفور لأنه يستره في الدنيا فلا يفضحه. والرحيم يرحم
الطفل والبهائم، ويرأف بهم. والمحسن يحسن إليهم في
الدنيا.
أفيستحيل على من يفعل هذا في الدنيا بعبيده أن يفعل بهم في الآخرة
مثله.
فإن قالوا: يستحيل، كفروا وكاشفوا كافة الأمُة بالخلاف
وإن قالوا: يجوز أن يفعل ذلك بهم في الآخرة كما فعل بهم في
الدنيا.
قيل لهم: فمن ْالذي يغفر له في الآخرة، أو يعفو عنه أو يرحمه.
وأهل الجنة فلا، أغناهم بنعيمه عنها، وأهل الكبائر مع الكفرة مخلدون
لاَ حَظ لهم بزعمهمْ، وأصحاب الأعراف ليسوا من هؤلاء ولا أولئك، إذ ليسوا في جَنة وَلاَ نار، وليس هناك فرقة جانية محتاجة إلى المغفرة والعفو.
هل تكون - ويلكم - إلا أصحاب الكبائر