ذكر تأييد الاحتجاج بالقرآن:
قوله - عز وجل -: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا)
إلى قوله: (مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا)، دليل على تأييد الاحتجاج بالقرآن.
وأن الهداية لا تكون إلا به، أو بما يدل - هو - عليه.
وفيه حجة على القائسين، والمستحسنين، إذا كان رسول رب
العالمين لم يعلم قبل تعلُّم، فالقائس، والمستحسن أولى أن لا يعلم قبل
تعلم، إذ القياس، والاستحسان ليسا بمنصوصين في القرآن
بألفاظهما، ولا بلفظ متفق على تأويله فيتعلما، فكيف يكونان حجة
على الخلق وقد أخبر الله أن الهداية في القرآن المتعلَّم.
ذكر الستن:
وقوله - تعالى: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٢) صِرَاطِ اللَّهِ)
حجة في قبول السنن، وزوال الارتياب في أن قول الرسول - كله - حق من عند الله، وهاد إلى سبيل الله.