ذكر الحسد:
وقوله تعالى -: (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (٣١)، دليل على أن تعظيم الأغنياء، والمتريسين بالثراء قديم في
أطباع من لم يعصمه الله بالإيمان ويبصّره رشده، ألا ترى المساكين كيف
ظنوا أن من كان - عندهم - عظيمًا رئيسًا أحق بالنبوة من محمد، صلى
اللَّه عليه وسلم، فأخبرهم الله أن النبوة رحمة منه على من ينبيه، ليست
هي بأيديهم، فيقسموها لمن أحبوا، إنما أخبر عن قسمته، ورفع فى درجة
بعضهم على بعض، فقال: (نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ).
وفي ذلك تقريع شديد، وغلظة للحاسد أن لا يحسد من فضله الله في المعيشة عليه، لأن في حسده تسخط قضاء ربه - وقد رضاه بقسمته - والازدراء بنعمة الله عليه.