العاشي عن ذكر ربه، وقرينه، والتوحيد غير زائل - في سياق الكلام
- في كلا القراءتين، ثم قال: (وَلَن يَنفَعَكُمُ) فرد إلى الجمع -
كما ترى، سبحانه - وأشرك في العذاب الكافرين، والعاشين بعد ما
أخبر عنهم بالظلم معًا، ولم يُفرد به الصاد، دون العاشي.
أفلا يعتبرون - ويحهم - أن الفاعل يجُازى بفعله، وإن كان محمولاً
عليه، كما حمَل المقيضون المصدودين على الظلم، ثم اشتركا في
العذاب، وأُخذا بالجناية معًا.
فهلا اقتصر على عذاب الحامل دون المحمول على ما لا يقدر الحيدة
عنه؟.
وما الفرق - ويحهم - بين من يحمله القضاء على فعل، وبين من
يحمله قرين مُقيَّض لذلك الشيء، وكلاهما من عند الله، هل بقي
في ذلك إلا التسليم لحكمه، والرضا بقضائه، والتبرئ عن علم
معرفة العدل فيه، كما يعرفه العادل - في ذلك، جل جلاله - من
نفسه.
* * *
قوله: (أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٤٠)