فمنه: أن المبايعة فعل واصل من الأتباع المخلوقين إلى الرؤساء
المخلوقين، وقد أخبر الله - نصاً كما ترى - بالبيعة له.
ومنه: أن الله جل جلاله إن لم تكن له يد متصف بها، غير
مخلوقة يعرف صفتها من نفسه، ومستحيل ذلك عليه - بزعمهم -
وقد قال الله: (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) فقد لزمهم أن يقولوا: إن
المخلوقين ليست لهم أيدي جسمانية فيخالفوا العيان - مكابرة - وإلا
فلا يتحكموا.
وليت شعري أي شيء نفعهم حيث تأوّلوا في يد الله القوة، والنعمة
والقوة والنعمة يكونان للمخلوقين -أيضاً - فهل يكون ذلك إلا أن
قوة، ونعمة لا يشبه ما للمخلوقين، وكذلك يكون له يد لا تشبه أيدي


الصفحة التالية
Icon