والآخرة، فيزعمون أن المتفسق بأفعال الذنوب لا يقتل ولا يستتاب - كأهل
الحرب والردة - ويستوجب الخلود، والمتفسق بأفعال الكفر يقتل
ويستوجب الخلود ويرث ويورتّ، والكافر لا يرث ولا يورث ومحرم
ماله. ويحل مال الكافر الذي جزأؤه الخلود.
والرابع: أن نفس ما يحتجون به من قوله - سبحانه وتعالى -:
(بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ).
موضوع في غير موضعه، وذلك أن أبتداء الآية - التي هذا فيها - نازل في قوم كانوا يلمزون أنفسهم، ويتنابزون بالألقاب، فيقول الرجل الآخر: يا
كافر، يا فاسق يلقبه بذلك، ولايسميه باسمه، فأخبر الله - جل
جلاله - أن المسمى بالفسوق بعد الإيمان مبدل اسمه بما لا يشاكله
فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ)
أي بئس الاختيار