وقوله: (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ).
دليل على أن التقتير في الإنفاق - مع السعة - على الأنفس والعيال مذموم، ولا نعلم رسول الله - ﷺ - ولا الخلفاء بعده قتروا على أنفسهم مع السعة، وكانوا كما قال الله - سبحانه وتعالى في هذه الآية -.
(لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (٧).
وفي (وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ).
دليل على أن نفس المال يسمى رزقًا، لا أن اسم الرزق لا يقع إلا على ما استهلك بالأكل، واللباس، وما أشبههما.
* * *
قوله: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (٧)
دليل على أن من وجب عليه نفقة قوم فلم يقدر على تمامها
لم يلزمه الإقحام على ما لا يحل له، ووجب عليه الاقتصار على ما أوتي
من الرزق، وعلى من يمون الصبر معه على انتقال حاله من العسر