قوله: (أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (٤٦).
دليل على أن مواعظ آخذ نيل الدنيا زائلة عن القلوب، غير نافعة للموعوظين، وقد بينا في سورة"عسق " فأغنى عن تلخيصه في هذا الموضع.
(فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ).
دليل على أن في أحكام الله على عباده محيرًا، تنبو عنه النفوس، ولا تهش لها العقول، فيحتاج النبي صلى الله عليه وسلم، في جلالته، ومعرفته، بالله -
جل جلاله - أن يصبر عليها، ويحمل نفسه على تجرع مرارتها، ولا يستبطىء النصرعلى أعدائه، فتضيق نفسُه من ذلك.
وفي إمهال الله - جل جلاله - الظالمين المفسدين في الأرض.
المؤذين أنبياءه، وأولياءه، وهم مستوجبون للعقوبة في أول قدم منهم
دليل على أنهم قد ضرب لهم في قضائه مدة ينتهون إليها، لا يتقدمون
عنها، ولا يتأخرون، فهو يستدرج أعداءه بأذى أوليائه مدة،