ولا ذلك اليوم، وهذا كقوله: (يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ، وقد بيناه في غير هذا الموضع.
* * *
قوله: (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (١٩) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (٢٠).
دليل على أنه لا يدعو إلى قراءة كتابه إلا وقد محيت منه سيئاته، وبقيت حسناته فقر بذلك عينه، فعرضه على من يقرؤه.
وهو قرير العين، إذ محال أن يعرض عليهم قراءة سيئاته.
وكتاب المغفورين لهم - بدليل الكتاب والسنة - على لونين:
فمن كان منهم مات تائبًا كانت سيئاته محولة - له - حسنات، فهو
يقرأ، ويعرض على القرأة ما أنجزه الله من تبديل السيئات له حسنات
بقوله: (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ).
ومن مات منهم غير تائب - والغفران له سابق من ربه - محيت منه.
والله أعلم لتستر عن أعين قرأته، وكذا معنى المغفرة في اللغة هو ستر
الشيء، ومنه اشتُق المغفر، لأنه يستر الرأس ويقيه من وصول السلاح
إليه.