قيل: إنما ذلك إفراغ طاقة العبد في عبادته - بينه وبين خالقه - لا
أنه يستتر به عنه، كما يستتر من عبيده، وتوهم ذلك كفر ممن توهمه.
وقد استعبد الله عباده بغسل أعضاء الوضوء، من غير نجاسة عليها
تزال بالماء، والاستتار له عبادة، كما الوضوء بالماء عبادة، وكرمي
الجمار، وأشباهه، فهي عبادة، لا لمعنى فيها بل، لغيرها، وكذا
* * *
قوله: (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) وقد كان - أبدًا - الملك له وحده.
ومن كان له من الملوك في الدنيا عبيده، هو ملّكهم وأعطاهم، ولكنه
قاله على ما في سجايا العقول، كأنه يخبرهم - والله أعلم - بأن الذل
في القيامة شاملٌ كل من كان يتعزَّز - في الدنيا - ويتملك
على غيره، فصار - يوم القيامة - في مثل درجة من كان يتملك
عليه، واستويا معًا.
فأما عنده - جل وتعالى - فكان ذله في جميع الأوقات واحدًا، والملك
له دونه، وهو عبد من عبيده.