قيل: معناه أن الله - تبارك وتعالى - قضى أجل الموت، وقضى
مبلغ الرزق، وحده، ومقداره، فيحرص قاتل النفس على ما
يتزين له من قتلها، فيرى أنها لا تموت إن لم يقتلها، وينسى الأجل
المقدور فيقحم على السبب الذي جعل لموته، ويقحم طالب الرزق على
السبب الذي قضى له ويرى لشدة حرصه وجشعه أنه مدركه بسعيه.
فأعلمه النبي، صلى الله عليه وسلم، أن ليس إتيانه الذي ساق إليه
التمرة، ولكن ساقها إليه ما سبق له من تقدير ربه، وجعله إيّاها من
وهكذا قاتل نفسه قدّر أن يبادر أجله، ولم يعلم أن فعله بنفسه ليس
هو الذي أماتها، وإنما أماتها أجله. مكتوب عليه من فعله بنفسه.
فحُرمت عليه الجنة، لتقديره الغلط، وظنه بما قام له من فرض