جل وتعالى - ألا تراه ردّ السلوك إلى الأرض، ولم يرده إلى البساط
المتلاصق به.
* * *
قوله: (لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (٢٣).
دليل على أن في كلام العرب تأكيدًا، كما ذكرناه في غير موضع من هذا الكتاب، إذ ليس يخلو الود والسواع ويغوث ويعوق والنسر من أن يكونوا تفسيرًا للآلهة المجملة، أو يكونوا غيرها.
فإن كانو تفسيرًا لها فقد أكد الكلام بـ (وَلَا تَذَرُنَّ) الثاني. وإن
كانوا غيرها فقد أكد الكلام بها نفسها.
وإنما صرفها كلها، ولم يصرف يغوث، ويعوق، لأن هذين على
لفظ الأفعال المستقبلة، والأسماء الأعجمية.
قوله - إخبارًا عن دعاء نوح عليه السلام -: (وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (٢٤).
حجة على المعتزلة والقدرية، من أجل أن نوحًا - عليه السلام - لا يجوز عليه أن يدعو بالباطل، ولا الله - تبارك وتعالى - يُسأل باطلاً، وقد سأله كما ترى أن يزيد الظالمين ضلالاً، فدل على أن الكفر فيهم، والزائد بدعائه معا من،


الصفحة التالية
Icon